تعتقد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن أرمينيا قريبة من اتفاق سلام على خلفية صراع دام عدة سنوات
قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور يوم الثلاثاء إن أرمينيا على وشك إبرام معاهدة سلام مع أذربيجان. وأشارت باور، في مؤتمر صحفي عقد في عاصمة أرمينيا، إلى التقدم الذي تم إحرازه في المفاوضات الحالية بين البلدين، والتي تعرضت لعقود من التوتر والعنف.
وقالت باور إن “ممثلي حكومتي أرمينيا وأذربيجان يواصلون إجراء محادثات تهدف إلى المصالحة”. وأضاف أن “الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لمساعدة أرمينيا على الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية”، مؤكدا أن واشنطن ملتزمة بالمساعدة في التوصل إلى تسوية سلمية.
وتأتي تصريحات رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وسط جهود دبلوماسية متجددة حيث يحاول كلا البلدين حل القضايا التي غذت الأعمال العدائية منذ أوائل التسعينيات. بادئ ذي بدء، أدى الصراع المتعلق بمطالبة أرمينيا بجزء من أذربيجان – ناجورنو كاراباخ – إلى خسائر كبيرة وعداء عميق الجذور.
وعلى الرغم من تفاؤل باور، إلا أن هناك عقبات كبيرة لا تزال قائمة. تؤكد حكومة أذربيجان باستمرار على شرط مسبق مهم لأي اتفاق سلام: إجراء تغييرات على الدستور الأرميني.
صرح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ومساعدوه مرارًا وتكرارًا أنه لن يتم التوقيع على أي اتفاق سلام حتى تقوم أرمينيا بمراجعة دستورها لإزالة بند يشير إلى وثيقة الاستقلال، والتي تتضمن مطالبات بالأراضي المعترف بها دوليًا كجزء من أذربيجان.
وقد أصبح هذا الوضع عائقاً أمام المفاوضات، وهو ما يعكس المزاج القومي المتجذر الذي يصيب المجتمعين. إن إحجام أرمينيا عن تعديل دستورها ينبع من روابط تاريخية وعاطفية تجعل من أي تغيير من هذا القبيل خطوة حساسة سياسياً وربما تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
ولم تتناول باور هذا الشرط بشكل مباشر في تصريحاته، وبدلاً من ذلك ركزت على الموضوع الأوسع وهو المصالحة وإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام. وأكد مجددا أن “هذه لحظة تاريخية”، مشيرا إلى أن الزخم الدبلوماسي الحالي يمثل فرصة نادرة لكسر دائرة الصراع.
لقد لعبت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة دور الوساطة في جنوب القوقاز، مستخدمة نفوذها للمساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية ولكن المتنازع عليها جيوسياسيا. وتشير زيارة باور إلى يريفان ونظرته المتفائلة إلى عودة الجهود التي تبذلها واشنطن لدفع عملية السلام إلى الأمام، حتى مع استمرار التحديات المعقدة.
(العلامات للترجمة) جدول الأعمال