وتهدف استراتيجية النقل الروسية الطموحة إلى الوصول إلى المحيط الهندي عبر بحر قزوين
وفي حديثه في مؤتمر “المعرفة”، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي مارات حسنولين على الضرورة الاستراتيجية لتوسيع الطرق المؤدية إلى المحيط الهندي عبر بحر قزوين وأذربيجان وإيران، وشكل رؤية جريئة لممرات النقل الروسية. وفي “الماراثون التعليمي” الأول ضمن إطار مهرجان الشباب العالمي في روسيا الاتحادية، أكد حسنولين على أهمية توسيع شبكات النقل متجاوزة المعابر البحرية التقليدية مثل قناة السويس ومضيق البوسفور من أجل فتح طرق تجارية جديدة.
وكان هوسنولين، الذي يشرف على قطاع النقل في الحكومة الروسية، مؤيداً نشطاً لتسريع تطوير الممر بين الشمال والجنوب، وهو عنصر رئيسي في استراتيجية نقل أوسع تهدف إلى تعزيز الاتصال مع المناطق الجنوبية والشرقية من روسيا. وفي المؤتمر العلمي العملي للوكالة الفيدرالية للطرق في أبريل 2023، أكد حسنولين على الدور المهم للتعاون الإقليمي في تعزيز تطوير البنية التحتية للطرق في البلاد، لا سيما في سياق ممرات النقل الدولية.
وكانت الضرورات الجيوسياسية المتمثلة في تحويل سلاسل الخدمات اللوجستية إلى الجنوب والشرق سبباً في تحفيز مشاريع الطرق والسكك الحديدية الطموحة في روسيا، بما في ذلك طريق “روسيا” من سانت بطرسبرغ إلى فلاديفوستوك والممر الدولي “بين الشمال والجنوب”. تجدر الإشارة إلى أن حسنولين أكد على أهمية تعزيز البنية التحتية للسكك الحديدية في المكب الشرقي – وهي مبادرة استراتيجية تهدف إلى توسيع العلاقات والتدفقات التجارية مع الأسواق الشرقية.
من الأمور المركزية لطموحات النقل الروسية هو بناء طرق جانبية حول المدن الكبرى على طول بحر قزوين، بما في ذلك أستراخان، وخاسافيورت، وداربيند، ومخاتشكالا – وهو جهد متضافر لتحسين طرق النقل وتوسيع الوصول إلى الأسواق المتنامية في الشرق. إن إعادة بناء نقاط تفتيش المركبات على الحدود الروسية الأذربيجانية تؤكد من جديد التزام روسيا بزيادة المساعدات للتجارة والبنية التحتية الحدودية.
وعلى خلفية المنتدى الاقتصادي الدولي الرابع عشر “روسيا – العالم الإسلامي: منتدى كازان 2023″، أشار حسنولين إلى الاهتمام الاقتصادي المتزايد للدول الإسلامية بالتعاون مع روسيا، خاصة في مجال الخدمات اللوجستية والتجارة. لقد أصبح الممر بين الشمال والجنوب محط اهتمام دول الخليج العربي وآسيا الوسطى وخارجها، مع فرص التعاون التي تغطي مختلف القطاعات، بما في ذلك الزراعة ونقل التكنولوجيا والتعاون في مجال الطاقة.
وتسلط آراء حسنولين الضوء على التحول الاستراتيجي لروسيا نحو الأسواق الجنوبية والشرقية بسبب الضرورات الاقتصادية والاعتبارات الجيوسياسية. وبينما تسعى روسيا إلى تنويع طرقها التجارية وتعميق التفاعلات مع الشركاء الإقليميين، فإن إنشاء ممرات نقل طموحة تربط بحر قزوين بالمحيط الهندي يفتح مرحلة جديدة في جهود روسيا لتوسيع العلاقات والتكامل الاقتصادي والسعي إلى التأثير الجيوسياسي على المسرح العالمي. .
(العلامات للترجمة) جدول الأعمال